Ola El-Fouly

مسلسل جميل عرض من مدة لكنى لم أشاهده إلا منذ أيام،  المسلسل بسيط لطيف، أداء الممثلين رائع ومقنع، وإخراج مميز، وأماكن التصوير جميلة في الإسكندرية حبيبتي، والأجمل إنه يعرض الإسكندرية في عصرين وقت ثورة 19 وفي وقتنا الحالي.

  لكن فكرة المسلسل جميلة رغم بساطتها، تحكي عن شاب يعيش في حجرة في حديقة قصر، هو حارث قضائي عليه، ثم نكتشف إنه من ورثة القصر، وأنه يحاول أن يحافظ عليه، وعلى تاريخ عائلته الذي يمثله القصر.

يقابل صحفية جميلة أمام باب القصر، تحاول تعمل تحقيق عن القصر بعد أن وصلتها معلومات إن بعض رجال الأعمال يريدون هدم القصر وبناء عمارات مكانه، ويبدأ في سرد حكايات القصر حتى تنشر تحقيق صحفي ربما يساعده في حماية قصر عائلته وتسليمه للدولة بشرط أن تجعله قصر للفنون يشرف هو عليه.

الأحداث تنتقل في المكان والزمان وتأخدنا من الأسكندرية إلى الصعيد و حكايات لطيفة بين الماضي والحاضر، وشخصيات حقيقية وأخرى خيالية، ربما تكون هذه لعبة يجيدها المؤلف عبد الرحيم كمال، ممزوجة بروح الغموض والإثارة والحقيقية الممزوجة بالخرافة.

المسلسل يتناول قضايا الحب والدين والفن والأصلي والزائف، والناس الحائرة بين التاريخ والفن والثقافة ،والمصالح والمال والسلطة، وأحلامها الضائعة، وطموحاتهم وأحلامهم البسيطة التى تصطدم بطغيان المادة ومتطلبات الحياة.

أجمل ما في المسلسل، أنه بعيد عن الشخصيات المشهورة المعروفة، وهم في نفس الوقت حضور كشهود على العصر، ولكن حضورهم منسوج في تفاصيل الحكاية، وكأنهم ظلال أو خلفيات لصورة، أو تفصيلة عابرة في كتاب المؤرج الإنجليزي المفتون بالأسكندرية وأهلها، فعاش في المكان الذي أحبه وتزوج منهم وكتب عنهم.

كتب عن باشوات وصعاليك وخدم وفنانين ورجال دين ورجال أعمال، ويجمعهم صفة واحدة، أنهم من الناس العادية يشبهون من نقابلهم كل يوم في الشارع، ليس منهم بطل أو شخص خارق، ولكن لكل منهم حكاية تستحق أن تروى.

حكاية تحتوي على الكثير من التفاصيل والأحلام التي لا تتحقق، ومن يملك القدرة على تحقيق الحلم، ولكن الحلم يراوغه ويتسرب منه جزء بين يديه، أو يتحقق بعد فوات الأوان، ويظل الجميع يطارد الجزء الناقض، فلا هو يستسلم ولا ينتصر، والكل ينتظر ما ستأتي به الأيام. 

User Avatar

Ofouly

أقدم لكم الطريق الذي سيرت فيه أنا، وحققت نتائج مرضية، ومازلت على الطريق أكتب وأبتكر أساليب جديدة تساعدني، وتساعد الموهوبين لنقدم للمكتبة العربية أفضل ما لدينا من روايات، تستحق أن ينفق فيها القارئ وقته وماله.
“كلما قرأت روايات أشعر بالانتماء لهؤلاء الكتاب الذين أقرأ لهم، وتعجبني كتابتهم وعندما نجحت في الثانوية العامة، تمنيت دراسة الرواية العربية، ولكن لم أجد مع الأسف كلية تدرسها، دخلت كلية الأداب قسم إجتماع وحلم دراسة الرواية لا يخبو ولا يتحقق، تخرجت من الجامعة وانا أعلم أني لا أصلح موظفة، أنا كاتبة وعلي أن أسعى لأحقق حلمي يومًا ما.”

http://olaelfouly.com